كتب

كتاب معيار النظر عند أهل السنة والأثر

حقيقة لا أدري كيف أوفي هذا الكتاب حقّه في بابه
لكن أقول، هو أقوى ما كُتِبَ في هذا العصر في بابه، ربما بعض الناس لديهم عقدة الخواجة، فيجب أن يكون عنوان الكتاب فيه نبرة عصرية، فلا يتحمس لكتاب اسمه “معيار النظر عند أهل السنة والأثر” وربما هذا كان من مقاصد المؤلف وهو سني سلفي المنهج والعقيدة.
الرجل يكتب في تخصصه فهو بروفيسور في كلية الهندسة وقد درّس مواد مناهج الاستدلال وله اطلاع واسع جدا على فلسفة العلوم.
وحسبك أن تعلم أن فلسفة العلوم دراستها في مقام الرد على الإلحاد أهم من دراسة العلوم نفسها!
فكما أن للفقه أصول وللتفسير أصول وللحديث أصول وللفروع العقدية أصول، فكذلك العلم له أصول، لا يمكنك أن تستغني بالنقد الجزئي للنظريات دون النقد الكلي الشامل للمناهج الفكرية الكلية التي يتبناها أصحابها أو “البردايم” الفكري الكلي وتعريفاته الأولية، فالرجل فكرته ثورية، يقدم نقد شامل أولي رأسي مافوقي للنظريات ولا يتكلف محاولة باردة للتوفيق بينها وبين النصوص الشرعية، بل له مجلد كامل يتكلم على أصول التفسير السلفي ويبطل شبه المخالفين عليه!
الكتاب فيه كلام عن:
فلسفة العلوم
فلسفة الرياضيات
تحليل دقيق لقضية القانون الطبيعي وبسط واسع لها بجانبها المعرفي والوجودي
نقاش قضية الفطرة وحدود الاستقراء ومصادر التلقي المعرفي
نقد نظرية التطور والنظريات التي تخالف الكتاب والسنة بل وحتى التي لا تخالفها في الجزئيات إنما في المنطلقات والمقدمات التي بنيت عليها.
شرح موسع لبعض القضايا العقدية الاسلامية التفصيلية والرد على الفرق الضالة فيها كالرد على القدرية والجبرية وبيان موقف أهل السنة من السببية وقضية التسلسل واللانهائيات.
بيان الغلط الكلي في الطريقة الفلسفية في التنظير الميتافيزيقي على شرط الوجود أو ما وراء العقل ونظريات مافوق المعرفة، وبيان التصور الصحيح المنسجم مع أصول أهل السنة التي بينوها في كتبهم المطولة العقدية التفصيلية التي ردوا فيها على الخصوم وعلى رأسها كتب شيخ الإسلام.
والكتاب عٌني بالرد على أخطاء أو أحيانا ضلالات كبرى لبعض النقاد المعاصرين للإلحاد مثل “عمرو شريف – عدنان ابراهيم – ويليام لين كريغ – عدنان اوكتار (هارون يحيى) وغيرهم” وفي المقابل قدم التصور السني الصحيح لما غلطوا فيه وقوم أخطائهم وبين وجه ذلك.
بصراحة مهما مدحت في الكتاب وأطلت في بسط المواضيع التي تكلم فيها فلن أوفيه حقه فالكتاب ضخم ويعتبر موسوعة في بابه فهو من 7 مجلدات، وأجمل مافيه أنه لا يناقش العلموية محتكمًا إلى أصولها بل ناقدًا لأدق أصولها مطلعًا على أعلى وأدق مراتب الجدل الفلسفي الدائر على عكس عامة الكتب التي ترد على الإلحاد التي وقف مستواها عند تبني موقف الوضعية المنطقية أو العلموية أو حتى الطبيعانية المحضة! بشكل مبطن على أنه موقف فطري! أو لا يجوز التشكيك بمنطلقاته الكبرى فبسبب ذلك يقفون عند حدود ما يقدمه pop science (برامج تبسيط العلوم) فتجدهم يبتلعون النظريات بلا تدقيق في أصولها العقلية وبنية أدلتها المنطقية وخلوها من التناقض والدور والتحكم وغيرها من المغالطات العقلية وخلط مافي الاذهان بما في الأعيان إلا إن غصوا بمخالفة صريحة جدا لما اجمعت عليه الأمة فيحاولون هناك التملص من بعض جزئياتها الفرعية دون النظر في أصول الغلط كمثل ما فعل الجهمية سابقًا وهذا موضوع واسع في الكتاب كذلك أي مسألة الجهمية بصورتها العصرية.
أترككم مع رابط تحميل الكتاب بطبعته الثانية وهي الأحدث وهي منقحة من بعض الأخطاء التي انتقدت على الكتاب في بعض المسائل التاريخية والأخطاء المطبعية وتصويب بعض أسماء الفلاسفة الأقدمين وتحقيق أوائل من قال بالمقالات وتم تدقيقها بحمد الله بعد نقاشها مع المختصين.
#الغيث_الشامي

 

رابط التحميل: اضغط هنا

الغيث الشامي (أبو عبادة)

أبو عبادة، أثري، دمشقي، شغوف بعلوم الاعتقاد، مهتم بنقد الفلسفات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى